mardi 13 septembre 2011

تاريخ الفتح الإسلامي للجزائر 1





١-فتح إفريقية:  
في عهد عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) فتح العرب المسلمون الشام و مصر و طرابلس . و في عصر عثمان  (رضي الله عنه) فتحت إفريقية. 

في سنة ٢٧ه (٦٤٧م ) صدر الأمر من الخليفة لوالي مصر عبد الله بن سعد بن أبي سرح العامري بالهجوم على إفريقية فقدمها بعشرين ألفا. و كان في جيشه من وجوه الصحابة  أهل الشجاعة و الدهاء من أمثال عبد الله بن الزبير و عبد الله بن جعفر و عبد الله بن عباس و عقبة بن نافع. فخرج إليهم جرجير صاحب سبيطلة ب ١٢٠٠٠٠ من الروم و البربر، و ألتقى الجمعان على مسافة يوم و ليلة من سبيطلة، فاستعر القتال بين الفريقين و أنتهت المعركة بقتل جرجير و انهزام جيشه. 

و بعد هذا الانتصار المشجع المرعب دخل المسلمون سبيطلة و انتشروا في السهول يشنون الغارات على الروم و البربر ، و قد بلغو في غاراتهم قفصة و فتحو قصر ألاجم صلحا .

و بعد سنة و ثلاثة أشهر أقامها الجيش الإسلامي بافريقية، طلب أهلها الصلح و تحملو لعبد الله بن أبي سرح بمال عظيم قبل إنجلاء العرب عنهم. فقبل المال  و عاد إلى مصر يحمل غنائم جليلة.

لما بلغ هرقل إمبراطور القسطنطينية خبر انهزام الروم و البربر و ما حملوه من المال لابن أبي سرح غضب منهم و نقم عليهم تسليم ذلك المال للعرب وأمرهم أن يقدمو له من المال مثلما حملوه للعرب،  ووجه بطريقا لتنفيذ هذا الأمر.

فلما نزل البطريق بقرطاجنة و أعلمهم بأمر الإمبراطور حنقو عليه و قالو: الواجب في هذه الحال إعانتنا لا تغريمنا. فأصر البطريق على تنفيذ أمر الإمبراطور ، فافضى الجدال إلى القتال و أنتصر البطريق عليهم و خلع ملكهم الذي نصبوه مكان جرجير ، فذهب هذا الأخير إلى الشام مستنصرا بالمسلمين . 

قضى البربر و الروم ثمانية عشرة سنة بعد انجلاء العرب عنهم في الفوضى، و قد  شغل العرب بالعودة إلى غزوهم بما كان من أمر الفتنة الكبرى .

ولما أفضت الخلافة إلى معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنه)، طلب منه ملك إفريقية المخلوع أن يعينه على إسترجاع منصبه ، فوجه معه جيشا عربيا بقيادة معاوية بن حديج السكوني الكندي الصحابي. و لما بلغواالإسكندرية توفي الملك المخلوع و مضى الجيش لطيته.

كان قدوم معاوية  سنة ٤٥ه (٦٦٥م) في عشرة ألاف فيها من عظماء العرب من أمثال عبد الله بن عمر و عبد الله بن عباس و عبد الملك بن مروان، و خرج البطريق لملاقاتهم في ثلاثين ألفا، فانهزم عند قصر ألأجم و فتحت سوسة و بنزرت و جربة، و غزيت صقلية و أتخذ معاوية أبارا للجيش بمكان القيروان. 

و في سنة ٤٦ه  (أو ٤٧ه) استقدم الخليفة معاوية بن حديج  و ولاه على مصر و إفريقية ، ثم أنتزع منه إفريقية، ثم عزله عن ولاية مصر سنة ٥٠ه.

و بعد معاوية أرسل الخليفة إلى إفريقية عقبة بن نافع الفهري.

إشتغل عقبة باخضاع البربر و الروم لولايته و تثبيت قدم المسلمين بافريقية. فأسس مدينة القيروان سنة ٥٠ه بمواد من الخرابات الرومانية ، ثم عزله معاوية وولى على مصر و إفريقية معا مسلمة بن مخلد. 

-من كتاب "تاريخ الجزائر في القديم والحديث " للشيخ مبارك الميلي رحمه الله- 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire