mardi 25 octobre 2011

تاريخ الفتح الإسلامي للجزائر4

٣- الجزائر تحت ملوك البربر (تابع)
٣.٤- دهية بنت ينفاق الشهيرة باسم الكاهنة:


كانت أميرة على جراوه من زنانة بجبل أوراس. قال ابن خلدون :"وكان لها بنون ثلاثة ورثوا رئاسة قومهم عن أسلافهم، وربوا في حجرها. فاستبدت عليهم و على قومهم بهم. و بما كان لها من الكهانة و المعرفة بغيب أحوالهم و عواقب أمورهم. فانتهت إليها رئاستهم وملكة عليهم خمسا وثلاثين سنة. و عاشت 127 سنة".

jeudi 20 octobre 2011

تاريخ الفتح الإسلامي للجزائر 3

٣- الجزائر تحت ملوك البربر 
البربر بعد قضاء الرومان على مدنهم الكبرى بقوا يتطلبون الاستقلال حتى نالو منه حظا وافرا على عهدي الوندال و الروم. لكن لم يكونو دولا عظمى كسابق عهدهم و إنما كانو طوائف تحت ملوك متعددين.
ولما جاء العرب وجدو أمامهم دويلة جرجير، فقظو  عليها بسهولة ، وانضم الروم إلى البربر و صارو يدا واحدة على العرب. و هؤلاء ملوك البربر الذين عرفو  في بداية الفتح الإسلامي :

٣.١- صولات بن وزماز : كان أميرا على قبيلة مغراوة، و أسلم في عهد عثمان بن عفان (رضي الله عنه). قيل وفد عليه مهاجرا و قيل أسيرا أسره عبد الله بن أبي سرح. و عقد له عثمان على قومه.  و بقي لعقبة ملك في العصر العربي.

٣.٢- ستردير بن رومي : كان أميرا على قبيلة أوربة .قال ابن خلدون : "ولي عليهم مدة ثلاث و سبعين سنة، و أدرك الفتح الإسلامي ، ومات سنة إحدى و سبعين".

٣.٣- كسيلة بن لزم: كان على قبيلة أوربة. قال ابن خلدون :"وولي عليهم من بعده (يعني ستردير) كسيلة بن لزم الأوربي. فكان أميرا على البرانس كلهم. ولما نزل أبو المهاجر تلمسان سنة خمس و خمسين كان كسيلة بن لزم مرتادا بالمغرب الأقصى في جموعه من أوربة و غيرهم. فظفر بهم أبو المهاجر و عرض عليه الإسلام فأسلم ، واسنقده و أحسن إليه و صحبه"

قال غروت:"إتفقت كلمة البربر على قبول رياسة كسيلة. و كان الوطن تحته مستقلا تماما. و هذه أول مرة اتحد فيها البربر تحت ملك واحد".

و لم يزل كسيلة على الإسلام في صحبة أبي المهاجر حتى قدم عقبة و نقم منه تلك الصحبة وامتهنه. فضغن عليه و أسرها في نفسه حتى مكنته الفرصة. فحشد له جموع البربر و الروم. فاحتشدو . واستشهد عقبة و أبو المهاجر و غيرهما. 

بعد هذه الوقعة، إجتمع إلى كسيلة جميع من في المغرب من بربر و روم. فزحف بهم إلى القيروان، وكان بها زهير بن قيس البلوي. تركه عقبة خليفة عنه بها. فلما بلغه خبر عقبة و زحف كسيلة أعتزم القتال. فخالفه حنش بن عبد الله الصنعاني و اتبعه الناس. فلم يسع زهير إلا متابعتهم. فارتحلوا من القيروان، وبقي زهير ببرقة ينتظر مدد الخليفة.

دخل كسيلة القيروان و ألفى بها بقايا من العرب ثقلو عن الارتحال، فأمنهم. و أقام بها أميرا على المغرب خمس سنوات إشتغل أثناءها بتعمير ما خربته الحروب من الوطن.  و كان حبل الخلافة في هذه المدة مضطربا لما كان من ثورة عبد الله بن الزبير التي استمرت إلى زمن عبد الملك، و ثورات غيرها. 

و لما قضى عبد الملك بن مروان على الثورات، أرسل سنة ٦٧ه المدد إلى  زهير بمكانه من برقة. فزحف إلى القيروان في آلاف من العرب . و خرج إليه كسيلة في جموعه و ألتقى الجمعان في نواحي القيروان ووقعت بينهما مواقع شديدة، إنتهت أخيرا بفوز المسلمين ، وقتل فيها كسيلة و كثير من أشراف البربر و رجالاتهم. 

بعد هذه المعركة الفاصلة، تتبع زهير البربر حتى وادي ملوية . و قد ظن أنه قلم أظفار البربر نهائيا. و ذلك غلط وقع فيه عقبة قبله. فحسب أن الأمن قد استتب، فزهد في الإمارة، وارتحل من القيروان مشرقا. فاستشهد ببرقة مقاتلا للروم. 

-من كتاب "تاريخ الجزائر في القديم والحديث " للشيخ مبارك الميلي رحمه الله-