إن أمة لا تعرف تاريخها تعجز عن صياغة مستقبلها وإن تاريخ الجزائر حافل بالاحداث الجسام و المواقع الجليلة التي ما فتئت تسفر عن معان عظيمة و حكم غالية نفيسة . ولعل أكثر ما يعود في تاريخ الجزائر أحداث تلك الحقبة الاستعمارية الفرنسية ، وبالاخص مرحلة الثورة التحريرية المجيدة من سنة 1954 الى 1962. و يرجع ذلك حثما للاثر البالغ ألذي خلفته تلك الفترة في قلوب ونفوس ، بل وفي أجساد وكيان الملايين من الجزائريين والجزائريات.
ولكن التوغل في تاريخ الجزائر ليس بالامر الهين وذلك لكثرة المصادر والمراجع التي تجوب في غياباته ، مع قلة وندرة الموثوق منها. لذلك رايت من الواجب أن افرد مقالا استدرج فيه بعض المراجع التي أرى فيها فائدة جليلة إن شاء الله تعالى.
و أول تلك المصادر كتاب "تاريخ الجزائر في القديم والحديث" للشيخ مبارك الميلي، وهو كتاب عظيم جليل يبحث في تاريخ الجزائر من قبل الفتح الاسلامي الى بداية الاستعمار الفرنسي. ويعتبر هذا الكتاب أقدم ما ألف في تاريخ الجزائر في العصر الحديث.
كتاب اخر للشيخ عبد الرحمن الجيلالي "تاريخ الجزائر العام" يستعرض فيه صاحبه دراسة مفصلة لتاريخ الجزائر وعادات شعبها منذ أقدم العصور. وفيه تحليلات لطيفة وخواطر ظريفة تعكس نظرة عميقة وفكرا واسعا للشيخ الجيلالي رحمه الله.
من أهم الكتب أيضا مذكرات الأستاذ أحمد توفيق المدني "حياة كفاح" ومذكرات الأستاذ توفيق الشاوي "نصف قرن من العمل الاسلامي" وفيهما سرد لاحداث عظيمة و حقائق مهمة في تاريخ الجزائر الحديث.
أخيرا وليس اخرا كتاب قيم للاستاذ محمد زروال "الحياة الروحية في الثورة الجزائرية" يبين فيه حقيقة الجهاد الاسلامي في الجزائر ويصحح فيه بعض المغالطات التاريخية، ومثله كتاب "صفحات من جهاد الجزائر" لمحمد الصالح الصديق وكتاب "تاريخ الجزائر المعاصر" لمحمد العربي الزبيري.
هذه مجموعة مراجع استخلصتها على عجالة و هي لا تشكل قائمة مكتملة تامة، إذ الهدف هنا تنقيح و تبيان بعض أهم ما كتب في تاريخ الجزائر و دعوة لدراسة واعية عميقة لهذا التاريخ الجليل على أسس طيبة سليمة إن شاء الله تعالى.
